منتديات صقر الوادي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات صقر الوادي

اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


    لأنها الثقافة الغائبة .......هل تملك شجاعة الإعتذار ؟

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    لأنها الثقافة الغائبة .......هل تملك شجاعة الإعتذار ؟ Empty لأنها الثقافة الغائبة .......هل تملك شجاعة الإعتذار ؟

    مُساهمة من طرف  السبت سبتمبر 27, 2008 11:43 pm

    لأنها الثقافة الغائبة
    هل تملك شجاعة الإعتذار ؟

    لأنها الثقافة الغائبة .......هل تملك شجاعة الإعتذار ؟ 414764

    "آسف"، "معذرة"، "أرجو أن تسامحني" لماذا غابت هذه المفردات عن عالمنا؟ لماذا افتقدناها وأصبحت كلمات غريبة على مسامعنا؟ لا نكاد نسمعها من المخطئ هذا إن اعترف من الأصل بخطئه.. لماذا نشعر بأننا على حق دائما بينما الآخرون على خطأ؟، وهل وصلنا أحدنا لحد الكمال ؟!
    فمثلا وانت تسير بالطريق أحيانا ما تجد من يلكز عابر آخر دون أن يعتذر له ولو بالإشارة ، وقد انعكس ذلك السلوك حتى على المستوى الرسمي فقلما سمعنا عن اعتذار جهة رسمية للناس عن تقصيرها في أداء واجباتها ، الاعتذار عموما هو أدب اجتماعي إنساني رفيع واستعادة لاحترام الذات .

    ومن المفارقات أنه على عظم إعلاء تعاليم الإسلام لفضيلة الاعتذار لا نجد لها صدى أو انعكاسا على أرض الواقع في سلوك الأفراد والجماعات والمجتمعات فما "التوبة" إلا التعبير الأسمى عن "ثقافة الاعتذار" .

    الاعتذار في الإسلام

    يبقى لنا أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاتبه الله في عبد الله بن أم مكتوم، الذي نزلت فيه سورة "عبس". ففي موقف الرسول من ابن أم مكتوم بعد نزول الآية خير دليل على ضرورة مراجعة الإنسان لأفعاله مهما كان مركزه ومهما علا قدره، لأن الاعتراف بالحق فضيلة. فقد روى الثوري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى بن أم مكتوم بعد ذلك يبسط له رداءه ويقول: "مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، هل من حاجة؟". كما استخلفه على المدينة في غزوتين غزاهما الرسول ليدلل له على مكانته لديه.

    وموقف آخر يدل علي عظم قيمة الاعتذار حيث اجتمع الصحابة في مجلس لم يكن معهم الرسول صلى الله عليه وسلم فجلس خالد بن الوليد، وجلس ابن عوف، وبلال و أبو ذر، وكان أبو ذر فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما، فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا.

    قال بلال: لا هذا الاقتراح خطأ.
    فقال أبو ذر: حتى أنت يابن السوداء تخطئني!!، فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا..
    وقال: والله لأرفعنك لرسول الله عليه السلام ..
    وأندفع ماضيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    وصل للرسول صلى الله عليه وسلم
    وقال: يارسول الله .. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟
    قال عليه الصلاة والسلام: ماذا يقول فيك ؟؟
    قال بلال: يقول كيت وكيت ..
    فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا إلى المسجد ..
    فقال: يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    قال عليه الصلاة والسلام: يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية .!!
    فبكى أبو ذر .. وأتى الرسول عليه السلام وجلس..وقال يا رسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة ثم خرج باكيا من المسجد ..

    وأقبل بلال ماشيا .. فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..
    وقال: والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك ..أنت الكريم وأنا المهان ..!!
    فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا..

    الناس في تقديم المعاذير مذاهب


    كارنيجي

    في كتابه "كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء" يؤكد ديل كارينجي على أهمية الاعتذار في توطيد علاقة الإنسان بالمحيطين به وتعزيز مكانته لديهم، فيقول: "إذا عرفنا أننا مخطئون وسلمنا بالهزيمة لا محالة فلما لا نسبق الشخص الآخر إلى التسليم بذلك؟ أليس من الأفضل أن نكون نحن من نوجه النقد لأنفسنا بدل أن يوجهه لنا الشخص الآخر؟". مضيفا: "كل أحمق يستطيع الدفاع عن أخطائه، أما أن تسلم بأخطائك فهذا هو سبيلك إلى الارتفاع فوق درجات الناس وإلى الإحساس بالرقي والسمو".

    الطريف أن الخبراء في عالم الأبراج يؤكدون أن مدى إقدامنا على الاعتذار يرتبط بالبرج الذي ينتمي إليه كل منا..فالأشخاص ممن ينتمون إلى أبراج الحمل والثور والجوزاء لا يعولون كثيرا على ثقافة الاعتذار.. حيث يسود بينهم الاعتقاد أنهم شخصيات لا تخطئ، وإذا توجب حدوث الاعتذار فعلى الآخرين القيام به وليس هم.

    وفي المقابل فإن الأشخاص الذين ينتمون لأبراج العذراء والعقرب، أكثر استعدادا للاعتذار بشكل غير رسمي، لا يعبر عن مفهوم الاعتذار الحقيقي، أما أبراج الدلو والميزان والأسد والسرطان، فهم شخصيات متقبلة لفكر الاعتذار ويمعنون في إبداء أسفهم إذا ما أخطأوا مع وجود بعض الاختلافات في أسلوب اعتذار كل منهم، بينما أبراج القوس والحوت والجدي فيؤمنون بأن الخطأ من سمات البشر وبأن الأمور والأخطاء نسبية، ولهذا فلا يوجد مبرر للاعتذار الذي يعتبر من الأمور النادرة في تلك الشخصيات.

    ينقسم الناس في ادراكهم لثقافة الاعتذار الى 3 أصناف :
    الأول: هم من يمتلكون شجاعة الاعتذار السريع أي مراجعة النفس مباشرة عند وقوع الخطأ الغير مقصود أو السلوك السلبي عند حالة الغضب
    الثاني: هم الذين يعتذرون بعد مراجعة النفس وهو ما يأتي متأخرا نوعا ما، بعد أن يقضي المخطئ حالة مراجعة للموقف ومحاسبة النفس.. وقد يبدى اعتذارا رسميا أو يدبر موقفا غير مباشر ليبين رغبته في تصحيح سلوكه.

    أما النوع الثالث هو ما نعانيه في مجتمعاتنا، وهنا الشخص مدرك تماما لحجم أخطاءه ،
    لكنه يكابر و يمتنع عن الاعتذار .. ويطالب الناس أن تتقبله كما هو .

    بلا شك ان النوع الثالث من الناس يعاني من ضعف الشخصية، وعدم القدرة على مواجهة المواقف
    .. وكذلك يمكن ان نصفة بـ " الغرور"..فليس عيبا أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب أن نستمر في الخطأ ..

    فن الاعتذار

    "الاعتذار عطر جذاب؛ فهو يحول أسوأ اللحظات إلى هدية رائعة"




    يؤكد خبراء فنون التعامل والاتيكيت أن الاعتذار فن له أصول وقواعد، أهمها التي عبر عنها الخبير سيد جلال في أحد كتبه بقوله: أن عنصر التوقيت وحسن اختياره هو أول خطوة في فكر الاعتذار. فمن الضروري اختيار الوقت المناسب للاعتذار لمن أخطأنا في حقه، والتفكير في الطريقة التي تناسب الاعتذار بما يتماشى مع شخصية الطرف الذي وقع الخطأ في حقه.

    فإذا كان يحب الزهور على سبيل المثال من الممكن إرسال باقة ورد، مصحوبة بكلمة اعتذار رقيقة. وإذا كان قارئا نرسل له كتابا شيقا في مجال اهتمامه به مع كلمة رقيقة تذيب ما في النفوس من غضب، كما يؤكد سيد جلال على حقيقة أخرى مهمة، ألا وهي عدم الاعتذار للشخص الذي أخطأنا في حقه أما الغير حتى لا نجرح مشاعره، بالإضافة إلى تفضيل عدم الاستعانة بشخص ثالث لتسوية الخلاف.
    فهو ينصح بأن يظل قاصرا على الطرفين المتخاصمين.. أما أخيرا وليس آخرا، من الضروري أن يتحلى الطرف الذي نقدم إليه الاعتذار بروح التسامح، ويعلم أن ابن آدم خطاء وأن المسامح كريم.

    آسف..هل تقبلني؟

    يقول عبدالله ابراهيم الكعيد : الناس في الغرب يتعاملون بمنتهى اللطف، فقلما تجد أحداً يخطىء إلا ويغمرك بالاعتذارات بل ويحاول التعويض عمّا ارتكبه من خطأ أو تقصير في حقك، ويصل بهم الأمر إلى تقديم الاعتذار حتى وهم يؤدون واجباتهم الرسمية مثلاً يطرق أحدهم باب منزلك من أجل توصيل خدمة مطلوبة فيبدأ بالاعتذار عن الإزعاج بقوله: "اعتذر عن إزعاجك سيدي في هذا الوقت ولكن لديّ موعد لتوصيل خط الهاتف إلى منزلك فهل تسمح لي القيام بذلك"..!! أو يوقف رجل شرطة المرور مخالفاً فيبدأ بالقول: "أنا آسف لإيقافك سيدي ولكنك قد خالفت النظام فهل تسمح لي بالإطلاع على أوراقك".

    في اليابان، تخبرنا الكاتبة أكيكو ناجانو، البروفيسورة في جامعة طوكيو أن الإثم هو أن تسبب الإزعاج للآخرين، والعقاب هو المعاناة من ألم الضمير بسبب ارتكاب هذا الإثم. الإثم والعقاب يُمحيان إذا اعتذرنا بإخلاص للآخرين وقبلوا اعتذارنا.

    ومؤخرا قدم رئيس الوزراء الأسترالي "كيفين رود" اعتذارا إلى سكان البلاد الأصليين عن المظالم التي لحقت بهم طوال قرنين من الزمان. كان ذلك خطاباً تاريخياً سمعه من كان تحت قبة البرلمان الأسترالي والعالم جميعاً.

    قال رئيس الوزراء: "نقدم اعتذارنا عن القوانين وسياسات البرلمانات والحكومات المتعاقبة التي ألحقت المعاناة، وتسببت في الخسائر، لمواطنينا الأستراليين".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 6:26 pm